جميع روابط المواقع الرسمية التابعة للجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية تنتهي بـ .gov.sa
المواقع الالكترونية الآمنة في المملكة العربية السعودية تستخدم بروتوكول HTTPS للتشفير.
تُعد سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات التي تُهدد زراعة نخيل التمر في المملكة العربية السعودية، حيث تم تسجيل أول ظهور لها عام 1987م، ومنذ ذلك الحين شكّلت خطرًا حقيقيًا على هذه الثروة الزراعية الوطنية، ونظرًا لما تمثله النخيل من قيمة اقتصادية وغذائية واجتماعية في المملكة، بادرت وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى تبنّي أسلوب الإدارة المتكاملة للوقاية من هذه الآفة ومكافحتها، وقد أثمرت تلك الجهود عن نتائج ملموسة، تمثلت في خفض نسبة الإصابة من (7%) في عام 1993م إلى أقل من (1%) في الوقت الراهن.وفي إطار تعزيز الجهود العلمية والاستفادة من الخبرات الدولية، عملت وزارة البيئة والمياه والزراعة على بناء شراكات فنية مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بهدف تطوير استراتيجية وطنية قائمة على أفضل الممارسات العالمية، تُعزز من جاهزية المملكة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها هذه الآفة.وفي عام 2022م صدر قرار يقضي بنقل جميع المهام والاختصاصات المتعلقة بالوقاية والمكافحة من آفات النخيل والآفات النباتية الأخرى من وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى مركز وقاء، ليصبح الجهة التنفيذية والفنية المختصة بقيادة جهود الوقاية والمكافحة على المستوى الميداني، وقد شكّل هذا القرار خطوة تنظيمية مهمة، عززت من فاعلية الأداء المؤسسي وساهمت في تحسين الأعمال الفنية والميدانية.تعزيزًا لهذه الجهود، واصل مركز وقاء تحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني من خلال مبادرة نوعية بعنوان "الوقاية من سوسة النخيل الحمراء ومكافحتها"، التي استهدفت رفع كفاءة الوقاية والمكافحة في مختلف مناطق المملكة، عبر تنفيذ سلسلة من المشاريع التشغيلية المتخصصة، وقد أثمرت هذه المبادرة عن تحقيق (67) مؤشرًا، وتم اختتامها بنهاية عام 2024م بعد تحقيق أهدافها كاملة.وفي سبيل تحسين الأداء الميداني وتطوير أدوات التنفيذ، يقود مركز وقاء حاليًا جهودًا تطويرية شاملة، شملت إعداد خطة تنفيذية وطنية شاملة بُنيت عليها خطط تشغيلية مخصصة لكل منطقة وفقًا لمستوى الإصابة، لضمان التوزيع الأمثل للموارد، كما تم تحديث الدليل الإجرائي للإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، وهو دليل فني متكامل يتضمن بروتوكولات عملية متسلسلة مدعومة بصور توضيحية ميدانية، تغطي جميع مراحل المكافحة من الاكتشاف حتى المعالجة، وقد شهدت برامج التوعية والتدريب توسعًا كبيرًا، شمل المهندسين والفنيين والمزارعين، إلى جانب تفعيل آليات دورية للمتابعة والتقييم، بما يضمن جودة التنفيذ واستمرارية التحسين.وعلى الصعيد الفني، اعتمد البرنامج أسلوب الكشف الدوري الشامل، استنادًا إلى فئات المزارع المستهدفة، وبديلًا عن الرش الوقائي العشوائي لتطوير أساليب علاجية فعالة، كان أبرزها استخدام مبيد فوسفيد الألومنيوم، الذي أثبت كفاءة عالية في القضاء على جميع أطوار الحشرة دون ترك متبقيات ضارة، وقد تم إعداد بروتوكول دقيق للسلامة المهنية، يشمل استخدام سترات عزل خاصة للنخيل المصاب وتقييد تداول المبيد، إلى جانب تطبيق تقنيات الحقن الموضعي والكشط وفقًا لطبيعة الإصابة ومستوى انتشارها.وبهذا التكامل بين الجوانب المؤسسية والفنية والتشريعية، وبفضل التعاون الوثيق بين الجهات الوطنية والدولية، تواصل المملكة جهودها في حماية نخيل التمر من أخطر الآفات النباتية، وترسيخ نموذج متكامل يُحتذى به إقليميًا وعالميًا في مجال إدارة الآفات وتعزيز الأمن النباتي.